مناحة المنازل
لا أحد يسمع صراخ أولياء امور الطلاب،فمثل هذه الايام من كل سنة تقام مناحة جماعية في المنازل،وتغدو المنشتات الصحفية التي اطلقها مسؤولو الجامعات قبل التسجيل هي تصريحات للإبقاء على الكراسي والوجاهة،فقبل ان يقطع الطلاب والطالبات اختبارات هذا العام تبرعت وزارة التعليم العالي بتوزيع تصريحات تبشيرية بأن هذا العام ستستقبل الجامعات زيادة طلابية تفوق العام الماضي،والعام الماضي سمعنا نفس التصريحات وعلى أرض الواقع تهب اعاصير تنظيمية تقتلع كل الاحلام التي عشعشت في أذهان الطلاب والطالبات. وفي مثل هذه الايام يكتشف الطلاب ان رحلة التميز الدراسي التي قطعوها خلال 12 عاما ماهي الا ضحكة واسعة اطلقها التعليم في وجوههم . ان النظام المتبع الآن في الجامعات السعودية لقبول الطلاب والطالبات هو نسف حقيقي للتعليم العام، وأشبه بقنبلة ضخمة توضع بين الطلاب والطالبات للقضاء على الطموح والاحلام وتمرير أجيال زاحفة وهذا أدعى أيضا للقضاء على مشاريع تطوير التعليم العام وتمرير الاحباط للقادمين بأن التميز ليس شفعيا بخلق مستقبل زاهر.. ان حصول الطالب او الطالبة على نسبة عالية في الثانوية العامة (تصل الى 97%) هو فخر لذوي هؤلاء الطلاب،هذا الفخر سرعان ما يتضعضع لدى الجامعات السعودية التي سلكت نظاما عجائبيا يهمش جهد الطالب والطالبة ويلغي 12 عاما من الجد والاجتهاد من خلال اخضاع الطالب أو الطالبة لاختبارات القدرات والتحصيل. وهذه الاختبارات (القدرات والتحصيل) فتحت بوابات الاسترزاق من غير ان تتنبه لعشرات الآلاف من الطلاب الباحثين عن استكمال دراستهم الجامعية، فهي فرصة لجني الارباح المهولة سواء للجامعة او للمعاهد التي تقدم هذه الاختبارات،فالجامعات مثلا تجد في هذا النظام قناة جيدة على إرغام الطلاب (غير المقبولين) للتسجيل في الجامعة برسوم باهظة على كثير من اولياء امور الطلاب بالرغم ان الدولة تنفق ميزانيات ضخمة لهذه الجامعات التي وجدت في عدم الاستيعاب ذريعة لتفتح خزانها لاستقبال الدارسين بتلك الرسوم الباهظة. أقول لا احد يسمع المناحاة المقامة في كل بيت لكون بعض المسؤولين عن التعليم العالي لايعانون من المشكلة..وعندما تكون مسؤولا عن أي جهة ولا تحس بحرقة الناس تصبح هذه الحرقة والعويل (دلع فاضي) بالنسبة لك..